«صراع» شريط روائي طويل للمخرج منصف بربوش يعرض قريب

 

 

 

يعرض قريبا يقدم المخرج التونسي منصف بربوش العرض الأول أمام الإعلاميين والنقاد والسينمائيين للشريط الروائي الطويل «صراع» الذي انتهى تصويره في منتصف السنة المنقضية 2013, وهو حاليا بصدد وضع اللمسات الأخيرة في عملية الميكساج.

 

«صراع» مدته ساعة وأربعون دقيقة السيناريو لحسين محنوش يقوم بأدواره كل من هشام رستم وصالح الجدي ولمياء عمري ومجموعة من الوجوه الشابة التي يراهن المخرج على حضورها في الفيلم. تنطلق أحداث الشريط بتاريخ 7 نوفمبر 1987 عندما علم الشعب التونسي بحصول التغيير الذي طالما انتظره والذي سيعيد الأمل قويا في النفوس. ديسمبر 1990 يضع المواطنون حدا لأفكارهم فكل ما حدث لم يكن سوى سرابا حيث لم يكونوا في الحقيقة سوى أحرار مع ايقاف التنفيذ... تتأرجح حياتهم بين السجن والتعذيب والإبعاد القسري والإقامة الجبرية... وأشكال أخرى من الممارسات التي عطلت حياتهم ورمت بها في يأس مطبق وبأساليب مباشرة أو غير مباشرة تم طرد المئات من المواطنين من مواطن شغلهم وتجويعهم ومنعهم من السفر. الشريط يستعرض حياة الأستاذ وزوجته مريم وابنه مصطفى حيث تعتبر حياتهم عنوانا للعذاب مثلهم مثل آلاف المواطنين.

 

نقابيون وإسلاميون ويساريون وجدوا أنفسهم صفا واحدا رافعين شعارالتحدي وتحقيق شيء غير مسبوق, وذلك لا يكون إلا بالوقوف والمقاومة وعدم الخضوع . الأطفال الذين كانوا أولى ضحايا هذا الإستبداد ماديا ومعنويا والذي أثر على مجرى حياتهم اليومية شعروا أن شيئا ما يحدث ليس له تفسير محدد. كل أطياف الشعب ضحايا وأبطال لملموا جراحهم وخرجوا كما لو أنهم على موعد ذات يوم 14 جانفي 2011 مطالبين بإسقاط النظام ورحيل بن علي... حيث طويت صفحة من تاريخ تونس وفتحت أخرى جديدة فإذا بالتونسيين يمنحون الحلم لشعوب أخرى. هذه باختصار أحداث شريط «صراع» للمخرج التونسي المقيم بفرنسا (مجبرا) والذي قال أن الفكرة تراوده منذ 26 جويلية 1990 عندما كان في الصحراء الليبية في طريقه الى منفاه.

 

وبإنجاز هذا العمل يقول المخرج أنه لامس حلمه وحلم الكثير من جماعته وهو ما يدعو لاقامة حوار حول حقيقة ما حدث قبل تحقيق العدالة. مع العلم أن منصف بربوش سبق وأن أخرج عديد الأفلام القصيرة والطويلة نذكر منها «فوق حدود العقل» (1979) «حصار بيروت» (1982) «محاكمة تونس» (1992 ) و«أليس الصبح بقريب؟» و«صابرون» (2012).

رابط المقال على جريدة الصحافة